ورشة عمل توصي بوضع خطة وطنية لإنقاذ الأطفال الأسرى من انتهاكات الاحتلال بعد السابع من أكتوبر

ورشة عمل توصي بوضع خطة وطنية لإنقاذ الأطفال الأسرى من انتهاكات الاحتلال بعد السابع من أكتوبر
الخليل – أوصى متحدثون وممثلون عن مؤسسات تُعنى بقضايا الأسرى الفلسطينيين، خلال ورشة عمل نُظّمت في قاعة الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال بمدينة الخليل، بضرورة وضع خطة وطنية عاجلة لإنقاذ الأطفال الأسرى في ظل الهجمة المتصاعدة التي يتعرضون لها بعد السابع من أكتوبر 2023، وضرورة تقديم الدعم القانوني والنفسي والاجتماعي لهم، وتأهيلهم بعد الإفراج عنهم لضمان دمجهم في المجتمع.
وشهدت الورشة، التي شارك فيها عدد من الأطفال المحررين وذويهم، نقاشات موسعة حول واقع الأطفال المعتقلين، والخدمات اللازمة لإعادة تأهيلهم نفسيًا وتربويًا واجتماعيًا، والحد من الآثار السلبية التي ترافق تجربة الاعتقال، في ظل تزايد الانتهاكات الجسيمة التي تمارسها سلطات الاحتلال بحقهم.
دعوات لجهود متكاملة لحماية الأطفال الأسرى
وفي كلمته، تحدث أمجد النجار، مدير عام نادي الأسير، عن الارتفاع غير المسبوق في عدد الأطفال المعتقلين إداريًا، والذي بلغ نحو 100 طفل، مشددًا على أن الأطفال داخل السجون الإسرائيلية يتعرضون لأشكال متعددة من الإذلال والتعذيب والعزل. وأكد على ضرورة تضافر جهود كافة مؤسسات المجتمع لدعم الأسرى الأطفال، وتوفير الرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية والتعليمية لهم.
من جانبه، استعرض راجي مضية من جمعية الشبان المسيحية، أساليب التعذيب والانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها الأسرى الفلسطينيون، بما يشمل الشبح، الحرمان من النوم والطعام، الهز، الركل، التهديد بالاغتصاب، والعزل الانفرادي، محذرًا من تأثيراتها العميقة على الجهاز العصبي والعقلي للأطفال المعتقلين. وأعرب عن قلقه من تزايد أعداد الأطفال المحتجزين ضمن سياسة ممنهجة تستهدفهم بشكل خاص.
دور مؤسسات الأسرى في الدعم والتأهيل
وتحدث إبراهيم نجاجرة، مدير عام هيئة شؤون الأسرى والمحررين في الخليل، عن دور الهيئة في متابعة قضايا الأسرى وتقديم الخدمات اللازمة لتعزيز صمودهم، مؤكدًا استمرار الوزارة في دعم وتأهيل الأطفال المحررين على كافة المستويات.
كما قدم المستشار القانوني عامر الجنيدي، ممثل الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، ورقة تناول فيها ظروف الاحتجاز غير الإنسانية وسوء المعاملة التي تنتهك حقوق الطفل والمواثيق الدولية. وأكد استمرار الحركة في توثيق الانتهاكات ورفعها للجهات الدولية المختصة، مثمنًا في الوقت نفسه التعاون مع جمعية الشبان المسيحية في دعم الأطفال المحررين.
جهود متخصصة للتأهيل النفسي والاجتماعي
وفي ورقة لجمعية الشبان المسيحية، تحدث الأخصائي النفسي نادر خلاف عن تجربة العمل مع الأطفال الأسرى المحررين، مشيرًا إلى الاستراتيجيات التي تعتمدها الجمعية في تحسين الوضع النفسي والاجتماعي للأطفال، والعمل مع أسرهم للتخفيف من آثار الصدمة الناتجة عن تجربة الاعتقال. وأكد على ضرورة مواصلة التعاون بين المؤسسات الرسمية والأهلية في هذا المجال.
أصوات من داخل التجربة
وشارك في الورشة عدد من الأطفال الذين عاشوا تجربة الاعتقال، بحضور أمهاتهم، حيث عبّرن عن معاناتهن وما تعرض له أطفالهن من انتهاكات. وطالبت الأمهات بضرورة توفير الحماية الكاملة للأطفال وضمان عدم تكرار هذه التجربة القاسية.
وأدار الورشة الأخصائي نادر خلاف، بحضور ممثلين عن نادي الأسير الفلسطيني، الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، جمعية الشبان المسيحية، وهيئة شؤون الأسرى والمحررين، إلى جانب مشاركة نشطة من الأسرى المحررين وذويهم.


العودة للقائمة